محمد شعوان محمد شعوان
recent

آخر الإضافات

recent
random
جاري التحميل ...
random

لغة البحث الأكاديمية، مثال تطبيقي

 

اللغة التي يكتب بها البحث تسمى "لغة أكاديمية" وهي تختلف عن لغة الوعظ والدعوة، وتختلف كذلك عن اللغة الأدبية والفكاهية والصحافية... الخ.
تتميز اللغة الأكاديمية بضرورة قيامها على مناهج منضبطة، وبراهين وأدلة واضحة. وانصياعها لمنهج البحث العلمي الأكاديمي الصارم. ومن ثم فإن الباحث الذي يكتب بحثا علميا أكاديميا، يختلف عن الكاتب العادي، فهذا الأخير يجد أمامه مساحة حرية واسعة، لكن القيمة العلمية للعمل الأكاديمي المنضبط أكبر بكثير.

مثال للغة غير أكاديمية:
 
 " فيا ويح أمة الإسلام ماذا أصابها؟.. لقد تكالبت عليها قوى الكفر والزندقة والطغيان، فهاهم يجرونها إلى الهاوية ذليلة مستكينة، بمساعدة الخونة من أبناء جلدتنا. ولكننا سننتصر بإذن الله، وستكون الغلبة لجند الله المخلصين مصداقا لقوله تعالى: ولقد كتبنا في الزبور من بعد الذكر أن الارض يرثها عبادي الصالحون".

مثال للغة أكاديمية يمكن أن تكون بديلا عن النص السابق:

" لقد أصيبت عدد من الدول الإسلامية، منذ سقوط الخلافة العثمانية، بالضعف والهوان بعد أن أصبحت تحت سيطرة المــستعمـر الغربي وأعوانه من المسلمين، وفقدت - نتيجة ذلك - استقلاليتها وقراراتها. إلا أن هذا لا يمنع من القول بوجود مؤشرات عدة يمكن أن تكون دافعا للمسلمين لعدم الاستسلام لما هم فيه، ومنها تلك النصوص القرآنية التي تترك في نفوس المؤمنين بها كثيرا من الأمل في التغيير كما هو شأن الآية الكريمة :{وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِي الزَّبُورِ مِن بَعْدِ الذِّكْرِ أَنَّ الاَرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِيَ الصَّالِحُونَ}.


يجب التنبيه هنا إلى أنه على الباحث أن يعضد كلامه في النص السابق بأدلة من كتب أو أي مراجع موثوقة.

بعض الفروق بين النصين السابقين:
- فيا ويح أمة الإسلام ماذا أصابها = لغة أدبية خطابية
الأمة الإسلامية في النص الأول = تعميم في غير محله، تم تعويضها ب "عدد من الدول الاسلامية" ومن ثم تم إخراج بعض الدول التي تملك قرارها..
قوى الكفر والزندقة والطغيان = إطلاق أحكام قيمة ليس مستحبا في البحث العلمي + يوجد تعميم.. تم تعويضها بالدول القوية، لأن هناك دولا "كافرة" تعاني ما تعانيه الدول المسلمة.
الخونة: من أحكام القيمة، ومصطلح فضفاض. يُستبدل ب "أتباع أو مناصري أو أعوان"
سننتصر = في سياق النص الأول يعتبر مصطلحا غامضا أو عاما وغير محدد.
 
ملاحظة: 
 يمكن استخدام مصطلح الأمة الإسلامية أو غيره من المصطلحات التي قد تثير إشكالا، إذا تم توضيح ذلك في المقدمة.  
أي مصطلح يثير إشكالا أو اعتراضا، يمكن توضيح سبب استخدامه في المقدمة. 
مثلا: يوجد اختلاف بين الدارسين حول إمكانية إضافة الألقاب في البحث أم لا، كقولنا حجة الإسلام أبي حامد الغزالي، أو شيخ الإسلام ابن تيمية، أو الإمام فلان، أو الدكتور علان... بعضهم - وخصوصا في الدراسات الشرعية - يرى في ذلك نوعا من الاحترام، بينما يرفض آخرون - ومنهم في الدراسات الشرعية أيضا -  هذه الألقاب، لأنها لا تناسب البحث العلمي الأكاديمي.
حتى يتجنب الطالب لوم "المناقشين" إذا اختار عدم ذكر الألقاب مثلا، يصرح في المقدمة أنه تخلى عن ذكر الألقاب في البحث ويذكر السبب.

 أنظر أيضا:
الذاتية والموضوعية في البحث العلمي، المشكلة والحل

التعليقات



جميع الحقوق محفوظة

محمد شعوان

2017 - 2018