الدرس الرابع: الاستجابة
العبادة غاية الخلق: شمول العبادة لمناحي الحياة
قال تعالى: ﴿ أَفَمِنْ هَذَا الْحَدِيثِ تَعْجَبُونَ (59) وَتَضْحَكُونَ وَلَا تَبْكُونَ (60) وَأَنْتُمْ سَامِدُونَ (61) فَاسْجُدُوا لِلَّهِ وَاعْبُدُوا ﴾. (سورة النجم: 58 – 61).
شرح وتفسير:
- أفمن هذا الحديث تعجبون: أي أفمن هذا الحديث (القرآن الكريم) الذي هو خير الكلام وأفضله، تتعجبون منه.
- وتضحكون ولا تبكون: أي تستعملون الضحك والاستهزاء به، مع أنه كان ينبغي أن تتأثر منه نفوسكم، وتخشع له قلوبكم.
- وأنتم سامدون: أي غافلون عنه، وعن تدبره.
ما تعريف العبادة؟
- العبادة لغة: الخضوع والتذلل.
- اصطلاحا: هي كل ما يحبه الله تعالى ويرضاه من الأعمال الباطنة والظاهرة.
o [الأعمال الباطنة: مثل الإخلاص / الأعمال الظاهرة: مثل الدعاء والصلاة].
ما منشأ العبادة؟
- منشؤها من أمرين اثنين؟
o خشية الله وتعظيمه سبحانه.
o حبه الله وشكره وحمده.
ما هي شروط قبول العبادة؟
- الشرط الأول: الإخلاص أو النية الخالصة [ مثال: ينوي التاجر أنه بتجارته سيساعد الفقراء والمحتاجين ويصرف على أهل بيته...]
- الشرط الثاني: الموافقة للشرع: أي أن تكون العبادة أو العمل مشروعا [مثال: الذي يصلي الظهر خمس ركعات صلاته غير مقبولة لأنها مخالفة للشرع].
ما ثمرة إخلاص العبادة لله تعالى؟
- من أعظم ثمرات الإخلاص لله أن يكون الإنسان حرا، ليس عبدا إلا لله وحده، فلا يستعبده البشر ولا تستعبده الأهواء، ولا تؤثر فيه الشبهات، ولا يطمع في الأموال، ولا تغريه المناصب... وبذلك يكون نافعا لنفسه ولمجتمعه.
هل العبادة تقتصر على الشعائر التعبدية؟
o [المقصود بالشعائر التعبدية: مثل الصلاة والزكاة والصيام والحج]
- لا تقتصر العبادة على الشعائر التعبدية فحسب، بل العبادة تشمل كل مناحي حياة الإنسان، فيدخل فيها – بالإضافة إلى ما سبق – العلم والعمل والبيع والشراء والأكل والشرب، بشرط إخلاص النية وعدم مخالفة الشرع.
ما الدليل الشرعي على شمول العبادة لكل مناحي حياة الإنسان؟
- الدليل قوله تعالى: ﴿ قُلْ اِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ لَا شَرِيكَ لَهُ ﴾ (الأنعام: 162 – 163).
وضعية للتأمل:
خالد يبيع الخمر، وقد نَوَى نِيّة خالصة لله تعالى أن ما سيكسبه من مالٍ، سينفق نصفه في بناء بيوتٍ للفقراء والمساكين، ومساعدةِ المحتاجين.
هل عمله مقبول؟ وهل يدخل ضمن العبادة؟
- عمله غير مقبول، وغير موافق للشرع، ولا يدخل ضمن العبادة، بل إن عمله معصية، ولو قام بمساعدة الفقراء والمحتاجين. لأن عمله هذا فيه ضرر للغير، وإن كان فيه نَفْعٌ لبعضهم.