محمد شعوان محمد شعوان
recent

آخر الإضافات

recent
random
جاري التحميل ...
random

منهجية تحليل نص في الامتحان؟ - نموذج فقه الواقع

منهجية تحليل نص في الامتحان؟ - نموذج فقه الواقع


يتناول الموضوع أسفله كيفية تحرير موضوع اختباري حول فقه الدين والواقع، انطلاقا من مصدر رئيس وهو كتاب : في فقه التدين فهما وتنزيلا لعبد المجيد النجار.

اﻷسئلة:
بالنسبة للأسئلة، تختلف طريقة طرحها، وقد تتضمن الورقة سؤالين اختيارين مختلفين، ولنأخذ مثالا لثلاثة أسئلة متشابهة المعنى، مختلفة الصياغة:

السؤال1 - علاقة الدين بالتدين (أو علاقة الدين بالواقع)، حلل وناقش!
السؤال2 - إن إصلاح أحوال المسلمين في زمننا لا يتوقف على مجرد فهم النصوص الدينية، بل لابد من آليات لفهم هذه النصوص أولا، ولفهم الواقع ثانيا. حلل وناقش!
السؤال3 - ما مدى أهمية فهم الدين والواقع في إصلاح حال البلاد الإسلامية؟

سأختار السؤال الثاني وأحاول الإجابة عنه، ( السؤالان اﻷول والثالث هما نفسهما – تقريبا – السؤال الثاني).

البداية: فهم السؤال نصف الجواب
ما يهمني الآن – والورقة بين يدي- هو فهم السؤال جيدا، وذلك بتقطيع أوصاله إرباً إرباً، ثم وضع خطوط أو دوائر أو علامات على الكلمات المفاتيح، ثم تقسيم السؤال إلى جزأين، أو ثلاثة أجزاء، وهذا مثال لكيفية تقطيع أوصال النص لمعرفة المطلوب بالضبط، ثم استخراج محوري الإجابة..




من خلال الكلمات المفاتيح نستخرج جملتين / قسمين / جزأين أساسيين، سيشكلان محوري الإجابة، وَلَديّ الآن الخيار بين إضافة كلمة "آليات" أو حذفها.. واﻷفضل تركها ( لاحقا سيتبين لي أن اﻷفضل حذفها)، وعليّ أن أصِلَ من خلال هذين المحورين إلى نتيجة مفادها أن إصلاح حال المسلمين يمر عبر فهم النصوص الدينية (بمرادها الإلهي) وفهم الواقع، وعليه سيكون موضوعي مقسما على الشكل الآتي:

المحور اﻷول: آليات فهم النصوص الدينية
المحور الثاني: آليات فهم الواقع

بعد فهم السؤال وتحديد العنصرين الأساسيين للموضوع، لابد قبل الإجابة من رسم خطاطة أو تصميم  مبدئي يضم التفاصيل الرئيسة، ولنبدأ أولا بالمحور اﻷول:

المحور اﻷول: [آليات] فهم النصوص الدينية:
- ما معنى النصوص الدينية؟ (الوحي / وخصائصه )
- المراد الإلهي والفهم البشري
- ضوابط فهم الدين ( اللغوي / التكاملي / الظرفي )

المحور الثاني: [آليات] فهم الواقع:
- تعريف
- نظرة تاريخية ( الصحابة والتابعون / المدارس الفقهية في ق 2 و 3 …)
- حال المسلمين اليوم
- أهمية الواقع في فهم الدين [ دور الواقع في فهم الدين ]
- آليات فهم الواقع
خاتمة

في الصورة التالية المثال السابق / التصميم الذي يجب تدوينه على المسودة قبل الإجابة، ويجدر التنبيه إلى أن وضع الخطاطة العامة في المسودة ينبغي تغييره في كل مرة يظهر للطالب أمرا يود إضافته أو حذفه.


ملاحظات:
  يجب أن يكون التصميم في المسودة قبل البدء بالتحرير، ونحشر فيه كل ما نراه مهما قبل ترتيبه عند التحرير، فمثلا عندما كتبت : ضوابط فهم الدين، فتحت قوسا وكتبت ( اللغوي / التكاملي / الظرفي ).. لكن على ورقة الإجابة ستتحول الكلمات بين اﻷقواس إلى عناوين، كما يلي:

* ضوابط فهم الدين:
- الضابط اللغوي


- الضابط التكاملي

وهكذا... ومن اﻷفضل أيضا وضع ترقيم للعناوين، مثلا:
1 – ضوابط فهم الدين:
أ – الضابط اللغوي
ب- الضابط...
أو
أولا - ضوابط فهم الدين:
1 – الضابط اللغوي
2 – الضابط...

وماذا عن المقدمة؟
تتكون المقدمة من ثلاثة عناصر:
العنصر اﻷول: تقديم عام للموضوع
العنصر الثاني: طرح الإشكالية
العنصر الثالث: خطاطة الموضوع / التصميم

مثال تطبيقي لتحرير مقدمة:
  إن الإنسان منذ أن قدم إلى الوجود، كان دوما بحاجة إلى شريعة تهديه وتصلح حاله وتحفظه من الزيغ والضلال، ﻷجل ذلك أرسل الله الرسل وأنزل الكتب، وبعث في كل أمة نذيرا يرشدهم إلى طريق النجاة مصداقا لقوله تعالى: { وإن من أمة إلا خلا فيها نذير }، حتى جاء محمد صلى الله عليه وسلم مبعوثا للعالمين كافة، إنسهم وجنهم، فكانت رسالته خاتمة الرسالات، صالحة لكل زمان ومكان، ولم تعد أرض الحجاز فقط موطنا لها، بل شاع نورها في أقطار اﻷرض كاملة، وبقي عطرها كما هو لم تنل منه مرور السنين واﻷيام.
   وقد انتشرت الرسالة المحمدية في أمم لها عاداتها وتقاليدها التي لا شك أنها تختلف عن البيئة اﻷصلية لمهبط الوحي، ولم يكن هذا يعني أبدا أن التعاليم الإسلامية لم تعد صالحة لبيئة جديدة وعصر جديد، إلا أنها - مع ذلك - كان لابد من قراءتها وفهمها انطلاقا من الواقع نفسه الذي يُراد إصلاحه أو تنزيل الشريعة فيه.
   بناء على ما سبق؛ تُطرح مجموعة من الإشكالات يمكن تلخيصها كما يلي: ما هي النصوص الدينية وكيف نفهمها؟؛ كيف نفهم الواقع المراد إصلاحه؟؛ وهل مجرد فهم النصوص الدينية وفهم الواقع كاف لإصلاح حال المسلمين؟.
 وللإجابة عن هذه الإشكالات؛ سأقسم موضوعي هذا إلى محورين اثنين، أتطرق في الأول لفهم النصوص الدينية وضوابطه، وفي الثاني لفهم الواقع وآلياته، حتى يتبين لنا أخيرا مدى أهمية محوري الفهم السابق ذكره في إصلاح حال المسلمين.

المحور اﻷول: فهم النصوص الدينية:
   إن إصلاح الواقع يمر عبر النصوص الدينية التي هي اﻷساس لكل شيء، ومن ثَمَّ يجدر بنا الحديث - أولا - عن معنى هذه النصوص قبل الانتقال – ثانيا – للحديث عن المراد الإلهي، والتفسير أو المراد البشري، ثم – ثالثا – التطرق لضوابط فهمها.


أولا: ما معنى النصوص الدينية:
  [ تعريف باختصار/ الوحي قرآنا وسنة / خصائص الوحي باختصار/ ... ]

ثانيا: ….....

المحور الثاني:

…....
….........

خاتمة

ملاحظات:
- لنلاحظ المقدمة وكيف جعلناها هي نفسها في فقرات ( فقرة1 = الرسالات السماوية / فق. 2 = انتشار الرسالة المحمدية / فق. 3 = طرح الإشكال / فق.4 = خطاطة الموضوع ).
-  ولنبق في المقدمة، لنلاحظ أيضا كيف انطلقنا بالتدريج من العام ( الرسالات السماوية عامة) إلى الخاص (الرسالة المحمدية)..



[ اضغط هنا للاطلاع على مميزات "الفقرة" في الكتابات الأكاديمية ]

إن الفقرة يجب أن تتضمن فكرة رئيسة واحدة لا غير، والفكرة اللاحقة مرتبطة بما قبلها وهذه مرتبطة بما بعدها،  بشكل متناسق ومرتب؛ لنلاحظ الفقرة اﻷولى في المقدمة، سنجد أن نهاية الفقرة اﻷولى مرتبطة تماما بالفقرة الثانية، وكذلك الإشكال والخطاطة.
- نلاحظ أيضا المحور اﻷول، وقد قدمنا لما يتضمنه هذا المحور (خطاطة المحور اﻷول) في ثلاثة أسطر، قبل التوسع في الموضوع.
- يجب استخدام أدوات الربط بين الفقرات، مثل: [ وعليه/ وبناءً على ذلك/ ومن ثَمّ / .. ]
- يجب الانتباه لركاكة النص الذي قد يبذل المصحح فيه جهدا لفهمه، ومن ثم ينبغي الكتابة بلغة بسيطة لا تكلف فيها.
- لا نكتب "مقدمة" و"خاتمة" في ورقة الإجابة.
- الشيء الذي أشك فيه هل هو خطأ أم صواب لا أكتبه، ولا أحاول أن أجعله غامضا، مثلا لو افترضنا أن المطلوب مني ضرورة ضبط الحروف المهموزة، ثم احترت هل أكتب "حيث إن" أو "حيث أن" ، وشككت في أيهما الصحيح، فلا أكتب " حيث ان " وأرمي الكرة في مرمى اﻷستاذ المصحح، بل يمكن تجاوز هذه العبارة بعبارة مرادفة لها أو تؤدي معناها.
- إذا كتبت في متن الورقة "أولا"، فلابد أن يتبعها "ثانيا"، أي لا أكتب أولا دون ثانيا، ولا "المحور اﻷول" دون الثاني.. ولا "1 “دون "2” وهكذا..
-
المحور اﻷول: …...

أولا: ….
1 - …....
أ- …........
ب- …......
2 - ….....
ثانيا: …......
1 - ….......
2 - …....

المحور الثاني: …..
…......
 - - - - - - - -

*** من اﻷخطاء التي يرتكبها بعض الطلبة أن يسرد - الإجابة - كما وردت في المقرر شكلا ومضمونا...  لنعد إلى التصميم أعلاه، ونلاحظ أننا أدرجنا "أهمية الواقع في فهم الدين" ( أو "دور الواقع في فهم الدين) تحت محور "فهم الواقع" مع أنه يوجد في الكتاب تابع لـ"فهم الدين".. وهذا يعود لطبيعة الموضوع التي تفرض عليه تقديم شيء أو تأخيره، وعلى الطالب بحدسه أن يكشف هذا اﻷمر..
بالإضافة إلى ذلك يجب الانتباه إلى الترتيب المنهجي للموضوع، حيث نبدأ بالتعريف، ثم ذكر النشأة أو التطور التاريخي للظاهرة قبل التحليل.. وهكذا. والمقصود من كل هذا أن الطالب في حل من الالتزام بالترتيب الموضوع في المقرر ***

الخاتمة: تلخيص ما سبق ونتيجة ما توصل إليه الطالب.

المناقشة:
أثناء التحليل لابد للطالب أن يدعم موضوعه ببعض الآراء (ولا يُلزم منه أن يذكرها حرفيا)، ثم بعدها يناقش..
أثناء المناقشة عليه أن يجتهد في معرفة المواطن التي تستحق النقاش، كأن يذكر الآراء المختلفة، ثم يبدي رأيه في الموضوع، بكلمات توحي بذلك، ثم عليه أن يدعم رأيه بحجة نقلية أو عقلية.
مثلا:
لدينا واقع معاصر ولدينا نصوص دينية، ومن المعروف أن هذه النصوص قد تم تفسيرها والتطرق إليها من طرف العلماء اﻷقدمين (السلف)، في هذه الحالة؛ يجد الطالب خلال دراسته أو تحليله أن فريقا يريد فهم الواقع المعاصر بتفسيرات السابقين، وفريقا آخر يرى أن تلك التفسيرات متجاوزة، ويتعسف هو نفسه في تفسيرها بشكل يخرجها عن قصد ورودها، وفريقا ثالثا وسط بين الإثنين.
الآن على الطالب أن يبين رأيه، وأين يقف من هذه الآراء، ثم يدعم موقفه بشكل معقول.. ومن العبارات التي توحي بعرض رأي الطالب: [ وفي رأيي / وأعتقد .. ]..


- 1 - 





- 2 -

- 3 -





وبالتوفيق !

التعليقات



جميع الحقوق محفوظة

محمد شعوان

2017 - 2018